الدجال الأكبر | الجزء الأول

 


— هل تعرف ماهو مخيف اكثر من الموت؟
فتنة الدجال .

الجزء الاول " الدجال الأكبر "

" اخبرهم الله ونبيه ان القلوب تبصر ، فأعرضوا فأعميت انا ابصارهم وقلوبهم ، هذا هو سحري وهنا مكمن قوتي .. ان تبقى قلوبهم عمياء فالحقيقة يازيل تُكشف أمرها عندما يُبصر القلب "


تبدأ القصة لما حكى شخص يدعى محمد بن المنجدر عن امر غريب من اغرب الامور اللي حصلت في عهد الرسول عليه الصلاه والسلام ، أمر شغل الصحابة والرسول وبث في قلوبهم الخوف والرعب ..ومش بس الصحابة ، بل كل العلماء اللي جم بعدهم واجتهدوا في البحث !

يحكي مُحمد انه كان في يوم بيتكلم مع صديقه عبدالله ابن الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ،وحلف له عبدالله ان في شخص اسمه " صاف بن الصياد " هو الدجال

فاستغرب محمد وسأله " تحلف بالله ؟!"
قاله انه سمع عمر بن الخطاب وهو قاعد مع الرسول في مجلسه حلف قدامه ان صاف بن الصياد هو الدجال والرسول مأنكرش !


وقال ان عمر بن الخطاب كان برفقة الرسول في مجموعة من عشر اشخاص او اقل ، شافوا صبي صغير بيلعب مع الصبيان الي في سنه وكان اسمه " صاف بن الصياد " وكان يهـ، و،دي من يـ،هـ ود المدينه المنورة وقيل انه مكنش من سكان المدينة اصلا وكان دخيل وكان صاف في مرحلة البلوغ

ومكنش حاسس بوجود الرسول عليه الصلاة والسلام ولا صحابه
ووقف خلفه رسول الله عليه الصلاة والسلام وخبط برفق على ضهره عشان ينتبه له .. فالتفت ليه صاف وبصله

فقاله الرسول : " اتشهد اني رسول الله ؟"
فقال له صاف : " اشهد انك رسول الأميين " وسأل الرسول :" اتشهد اني رسول الله ؟"

فرد عليه الرسول وقال : " آمنت بالله ورسله " وسأله " ماذا ترى؟"
رد عليه بن الصياد وقاله :" يأتيني صادق وكاذب " ( يعني اوقات يجيله خبر صادق مره وكاذب مره اخرى )

فرد عليه الرسول وقال :" خلط عليك الأمر ، إني خبأت لك خبيئاً "

وهنا شك في امره الرسول وقرر يمتحنه ، وقال له انه هيمتحنه وهيشوف اجابته ان كانت صادقه او كاذبه ..

وخبأله في نفسه آية ( يوم تأتي السماء بدخان مبين )
سكت بن الصياد للحظات يستمع إلى شياطينه وقال : " هو الدخ ، الدخ !"

فرد عليه رسول الله في الحال وقال :" اخسأ فلن تعدو قدرك "
وقال عمر بن الخطاب في اللحظة دي :" يارسول الله! اتأذن لي فيه ان اضرب عنقه؟ "

فجاوبه رسول الله :" إن يكن هو لا تسلط عليه , وان لم يكن فلا خير لك من قتله " بمعنى ، لو كان هو الدجال فإنت مش هتعرف تمنعه بالقتل ولو مكنش هو فالقتل مش خير ليك !


وبعد الي حصل كان الرسول شاكك في امره جدا ، قرر الرسول عليه الصلاة والسلام برفقة أبي بن كعب الأنصاري ، يروحوا لبيت صاف بن الصياد وكانوا متعمدين يراقبوه من بعيد من بين النخل ، ولأن بن الصياد كان له سرير قصاد بيته بين النخل فوقف الرسول لما شافه وراقبه من مسافه مش بعيده

وكان بيواري ويخفي نفسه بجذوع النخل عشان ميشوفوش ويتأكد اذا كان هو الدجال او لا !

وكان بن الصياد نايم على سريره وبيتمتم بعبارات وكلمات مش مفهومه ابداً بينه وبين نفسه!

وحاول الرسول عليه الصلاة والسلام يستمع بدقه للهمسات دي
ولكن أم صاف شافت الرسول بين النخل فقالت : "صاف!! هذا محمد"

فسكت على الفور صاف بن الصياد ونظرله
يقول رسول الله :" لو تركته بين "
يعني لو كانت سابته ومنادتش عليه ، كان هيظهر عليه كل حاجه

وبعد ما الموضوع عدى ، كان الموضوع شاغل الرسول فتره وكان الصحابه متضايقين وقلقانين جدا ، وكانوا بيحلفوا قدام الرسول انه صاف هو الدجال ، وكان الرسول بيسكت وميعلقش .. وكان الناس قلقانين جدا جدا منه ، ووصل الموضوع والخوف من صاف بأن

أبي ذر يقول :" لأن احلف عشر مرات ان بن الصياد هو الدجال أحب إلي من ان احلف مرة واحده انه ليس هو !"

وفي يوم قام الرسول وخاطبهم واثنى على الله بما هو اعلم وذكر سيرة الدجال وقال :

" إني أنذركموه ومامن نبي إلا وقد انذر قومه ، لقد أنذر نوح قومه ، ولكني سأقول لكم فيه قولل لم يقله نبي لقومه ، تعلمون انه اعور .. وان الله ليس بأعور " — متفق عليه 


وفضلت الامور متوتره لحد ماحصلت واقعة الصحابي تميم الداري
وحكى للرسول لقاءه مع الدجال بعد رحلته لمده 30 يوم في البحر ومقابلتهم للجساسه !

الغريب ان قصة ابن الصياد كانت غريبة جدا ومتوقفتش عند الحد ده!
بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، روى عبدالله بن عمر حادثة حصلت بينه وبين بن الصياد غريبه ، وكان في الوقت ده عنده اولاد كتير وفلوس اكتر ، وشافه عبدالله بن عمر في مكان ما في المدينة وهو بيتجول ، ولاحظ ان صاف بن الصياد أصبح أعور !

فتوتر عبدالله وتذكر حديث الرسول والصفة المميزة اللي في الدجال
وراحله وقال :" متى عميت عينك؟!"
رد عليه صاف وقال :" لا أدري ، قمت ووجدتها هكذا "
فرد عليه عبدالله :" ألا تدري عن عينك وهي في رأسك!!"
فقاله صاف بسخرية :" لو شاء الله لجعلها في عصاك "
فغضب منه جدا عبدالله وضربه بالعصا اللي كانت في ايده وغضب بن الصياد هو كمان وكانت المفاجأة ..بيصف عبدالله مشهد غضب صاف ويقول :

" انتفخ انتفاخاً عجيباً لم نرى مثله على انسان " ويعني ان جسد بن الصياد انتفخ واصبح عملاق بشكل غير طبيعي ؟!

وقال عبدالله بعد اللي حصل توجه لبيت اخته حفصه وحكالها اللي حصل ، فلامته على اللي عمله وقالت له :" الا تعلم ان الرسول عليه الصلاة والسلام اخبرنا ان الدجال يخرج عن غضبة يغضبها؟!" 


وبمرور الأيام أسلم صاف بن الصياف وحج بيت الله في مكة
ولكن!!

حكى القصة الاغرب ابي سعيد الخضري في صحيح مسلم وقال انه بينما كانوا في طريق العودة الى المدينة من الحج ، توقفوا وتفرق الناس للراحة ومحدش فضل معاه إلا بن الصياد .. فخاف منه

وقال له :" لو ذهبت لهذا الظل .. " بمعنى روح اقعد في الظل اللي هناك وكانت نيته من الجملة انه يقعد بعيد عن صاف بن الصياد

فبعد عنه فعلا صاف وخد اغراضه معاه ، لكن بعد شويه رجعله ومعاه لبن عايزه يشرب منه فقال له ابي سعيد :" ان الحر شديد وهذا اللبن حار ولا اريد ان اشرب منه "

وقال كده لانه مكنش حابب يشرب من ايده اي حاجه .. فجلس بجانبه صاف. بن الصياد وقال له

" يا أبا سعيد لقد هممت ان اخذ حبلاً واعلقه في شجرة واخنق نفسي وذلك لما يقوله الناس بأني انا الدجال .. يا أبا سعيد انت من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا تخفى عنك احاديثه , وهو الذي قال ان الدجال كافر وانا مسلم وان الدجال لا يدخل مكة والمدينة وانا غير ذلك ، وانه لا يولد له وانا لدي اولاد كثر "

فسأله أبي سعيد وقال له :" أيسرك انك انت الدجال؟!"
قاله :" لو عرض علي الأمر لما رفضت !"
وفي حديث آخر قال ان بن الصياد قال له :" لو شئت لأخبرتك بإسم ابيه واسم امه واسم القرية التي يخرج منها "

فقال له ابي سعيد :" اعوذ بالله منك !" 


يقول النووي في ذكره عن ابن الصياد

" قصته مشكله وفعله غريب وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال أم غيره ، ولكن لا شك في انه دجال من الدجاجلة دون الدجال الأكبر ، فقد ظهر من الاحاديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوحى إليه بأنه المسيح الدجال وإنما اوحي إليه بصفات الدجال ، وكان لإن الصياد قرائن محتمله فلذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقطع بأنه الدجال أم غيره .. وقال قال لعمر رضي الله عنه انه لا يولد الدجال ولكن قد ولد لابن الصياد والدجال لا يدخل مكة والمدينة والصياد دخل المدينة وهو متوجه لمكة فلا دلالة فيه ان صاف هو الدجال الاكبر والله اعلم واجل "

ولكن من الأمور اللي زودت الشكوك حوالين بن الصياد ، ان في اخر حياته مات كل اولاده ومخلفش تاني بعدهم ، ولما حصلت معركة الحرة بين جيش الحجاج واهل المدينه خرج بن الصياد عشان يقاتل مع اهل المدينة ، ولكن اختفى تماماً وملقوش جثته مع احياء او اموات

وبعض الاراء بتقول انه مات قبل المعركة وتضاربت الاراء هنا عن حقيقة نهاية حياته !
قصة صاف بن الصياد حيرت العلماء جداً واختلفوا عليها ، وناس تؤيد وناس تنكر ، لحد ما اجتهد بن حجر في التفسير وقال :

" اقرب مايجمع به بين ماتضمنه حديث تميم الداري وكون بن الصياد هو الدجال ، ان الدجال هو من شاهده تميم موثقاً وليس ابن الصياد ، وان ابن الصياد فتنة ظهرت في صورة الدجال ، قبل ان يتوجه إلى أصفهان فيستتر مع قرينه " 


الشيء المتفق عليه من العلماء هو ان خروج الدجال يحدث تدريجياً
من بداية اصله ومولده وسجنه ( وده في علم الغيب عند الله )
لحد مايخرج ويتحرر من الأغلال اللي مقيداه بدون مايكشف نفسه وينشر فتنه في العالم والأرض كلها بمساعدة اعوانه ، بشر وشياطين وجن .. واخيراً الظهور العلني للمسيح الدجال مع 70 الف من يهـ، و،د اصفهان ، وده شيء مثبت في الاحاديث بالفعل .. وتبقى الحقيقة في علم الغيب

ولا نملك سوى أننا ندعوا الله ان يقينا فتنة المسيح الدجال
----
" كأس الملذات يازيل لا يفيض ولا ينتهي ، واغراقهم في الكأس هو وقودي لأشتعل ، في الجحيم نلتقي يازيل برفقتهم "

تعليقات

المشاركات الشائعة