زرقاء اليمامة | تُبصِر الشعرة البيضاء من اللبن

 

زرقاء اليمامة شخصية من الميثولوجيا العربية
ممكن تكون مش عارفها لكن في التراث في بعض البلاد قصتها مشهوره لدرجه ان في مثال عنها بيقول :" أبصرُ من زرقاء اليمامة "
ويقال المثال للشخص اللي معروف عنه حدة بصره .. وزي ماحنا متفقين مفيش دخان من غير نار .. 
تعال نعرف سوا .. مين اشعل النار ؟


الموضوع بدأ لما ابن عبد ربه وهو شاعر وأديب اخباري اندلسي كتب في كتابه " العقد الفريد " عن امرأة اسمها " عنز " وملقبة بـ " زرقاء اليمامة " ، كانت نجدية عايشة في شبه الجزيرة العربية

وبالتحديد منطقة اسمها اليمامة وكانت من قبيلة " جديس " وهي من القبائل الاوائل لشبه الجزيرة وكان لهم حضارة زي عاد وثمود .. إلخ

وقال ابن عبد ربه ان المرأة دي لقبت بزرقاء اليمامة بسبب ان كان لها عيون زرقاء واسعة ومعروفه بحدة نظرها .. والموضوع متوقفش عند ابن عبد ربه بس ..

القصص عن زرقاء اليمامة كانت ملهاش اخر .. شعراء وكتاب قدماء كتير كتبوا عنها وعن حدة نظرها لدرجة ان قالوا عنها " تبصر الشعرة البيضاء في اللبن " .. متخيل!


يُقال ان زرقاء كانت بنت " لقمان بن عاد " على حسب ماكتب أبو القاسم الزمخشري في كتاب " المستقصي في امثال العرب " وان منطقتها سُميت بإسمها مش العكس ، وكانت اسمها السابق " جو " وذكرها المتنبي بالاسم ده في احدى أشعاره ..

" وأَبصر من زرقاء جو، لأنني *** إذا نظرت عيناي ساواهما علمي"

وكان يقصد بالنص ده انه بيقدر يشوف احسن من زرقاء اليمامة بعلمه وخبرته قبل عينيه ..

وجاء في كتاب الزمخشري بالنص : " هي من بنات لقمان بن عاد ملكة اليمامة، واليمامة اسمها فسميت به البلدة كما قيل في حمير، وقيل اسمها عنز، وهي إحدى الزرق الثلاث، أعنيها والزباء والبسوس"

وحكى عنها كمان " سيبويه " أستاذ النحو العربي الفارسي ، قصة حصلت وذكرها في كتابه " الكتاب " ..

قال ان زرقاء كانت في يوم جالسه وهبط أمامها حمام عشان يشرب الماء وسألوها تقدري تعديهم بسرعه؟ قالت على الفور عددهم " كذا " وكان تقديرها في محله


كانت كمان تقدر تشوف المسافر من على بعد ٣ أيام في الصحراء ، وتقول مثلا " فلان قادم وأمامه مدة ثلاث ليالِ " وفي البداية محدش كان بيصدقها غير بعد المده اللي بتقدرها وهي بتوصف تتحقق ، .. وكانت بتحذر قومها دايماً من الجيوش والأعداء قبل وصولهم وكان بيستغل مواهبها قومها في الدفاع عن أرضهم .


وخاف بعض افراد قبيلتها من أن تكون زرقاء اليمامة ساحرة بسبب حدة بصرها وخصوصاً ان الموضوع كان بيزيد ،

وحسب وصف المسعودي لها ..
كان ليها عين اكبر من الثانية ، وكانت تغلق عينها الكبرى فتشوف بعينها الصغيرة التفاصيل الصغيرة على المدى القريب والطويل ، وتشوف بالكبرى السماء والأجرام السماوية ..

وكانت بتشوف القمر وتحكي عنه أمور غريبة قبيلتها ميعرفوش عنها شيء .

وكانت الاشاعات بتزيد عنها وخوفهم منها بيزيد معاها !


زي ماقولتلكم زرقاء كانت من قبيلة جديس وكانت وقتها القبيلة دي كانت قربت تنقرض سيرتها وافرادها ، ومكنش مهتم بالتقرب منهم حد غير قبيلة طسم واللي كانوا ساكنين معاهم بنفس الأرض

وبعض الاقوال بتقول ان جديس كانت تابعة لطسم نفسها
وفي يوم شخص من قبيلة جديس قتل رجل من قبيلة طسم

فجهزت طسم جيوش للانتقام وحطو خطة للإيقاع بيهم بعد ماعرفوا سرهم وسر استعدادهم للمعارك دايما " زرقاء اليمامة "

وكان طبعا لازم يتخلصو من زرقاء ويدخلوا بدون ماتشوفهم وكان الحل في انهم يختبئوا ورا أشجار ويتحركوا بها

وفعلا شافتهم زرقاء وقالت لقومها :
" إني أرى الشجر قد أقبل إليكم " !

فضحك عليها قومها وسخروا منها وقالوا انها بتخرف وفقدت قدرتها على البصر وبدأت تتخيل ، او ان مفعول سحرها أبطل .. ومتحركوش ابدا ولا استعدوا ..

وفعلا قدرت قبيلة طسم تعمل عليهم غارة وتقتلهم وكان من بينهم زرقاء اليمامة واللي قرروا يقتلعوا عيونها من جسمها . 


وقيل أنهم لما اقتلعوا عيونها سال منها دموع سوداء
وكان سببها كحل عيونها اللي كانت بتتكحل به من صغرها " كحل الأثمد " وهو من حجر الأثمد المعروف بمعالجته امراض العيون
وكانت زرقاء من أوائل الناس اللي اتكحلو بيه في شبه الجزيرة العربية .

ومن هنا كتب عنها كل الشعراء والكتاب لحد ماوصلت اواسط شبه الجزيرة وعرف عنها المؤرخين والجغرافيين وانتقلت بالتالي قصصها في اليونان ومن اليونان للعالم كله .

متنساش تشارك المعلومة مع غيرك .. وشكراً 💙 


تعليقات

المشاركات الشائعة