مدام لالوري - سفاحة العبيد

هنرجع بالزمن لسنة 1834 وبالتحديد يوم 10 ابريل 

في مدينه اسمها " نيو اورلينز " سكانها متجمعين قدام بيت فخم وبيطالبوا
 بالقصاص ماسكين في ايدهم سكاكين وادوات حاده وعايزين ينتقموا 

ومن بين الحشود دي تخرج سيدة أنيقة بكل ثقة ولامبالاة لكل الناس اللي واقفه ..
 تمر من بينهم وتركب عربتها الفاخرة اللي بتجرها الخيول ومتحاولش حتى تبص في وشوش الناس وتروح ميناء
 " خليج سان جون " عشان تركب سفينتها اللي هتوصلها نيويورك وبعدها باريس 

عشان نعرف ايه اللى حصل اليوم ده بالتحديد ..خلونا نعرف بطلة قصتنا

اسمها " ماري دولفين ماكارتي لالوري"

او خلينا نختصر ونقول " ماري دولفين " 

اتولدت سنة 1775 من اب اسمه " لويس شوفالي دوماكارتي " 

كان ظابط ليه وضع كبير جدا في الجيش , وأمها " ماري جيان ليرابل " 

وكان ترتيبها السادسة بين اخواتها .. كانت عائلتها عريقه جداً وليها وضع كبير في مدينة " نيو أورليانز "
 بيستثمروا في القطن وقصب السكر وليهم بنوك ملك ليهم وكانوا بيتاجروا في العبيد ..

لما دولفين وصلت سن 25 سنة اتجوزت " دون رامون ديلوباز " القنصل العام لاسبانيا بلويزيانا ..
 في الوقت ده كانت اسبانيا وفرنسا بيتخانقوا على ملكية اراضي لويزيانا اللي فيها " نيو اورلينز "
 كانت اراضي واسعة جدا في الاخر انتهى الصراع بين البلدين
 ببيع نابليون بونابرت لأراضي لويزيانا للولايات المتحدة سنه 1803 بمبلغ 68 مليون فرنك 

زواج دولفين و دون رامون استمر 4 سنين بس وجابو بنتهم بوركيتا وبعدها
 دون رامون اتنفى لكوبا بأمر من الملك بسبب إتهامه بالخيانه 

وحاولت ماري دولفين تخلص جوزها من النفي بعلاقاتها ومكانتها الاجتماعيه
 الا ان دون رامون مات في هافانا لسبب غير معروف سنه 1804
 ورجعت دون رامون لأمريكا عشان تكمل حياتها

ماري دولفين قررت تتجوز تاني وبنتها مكانتش لسه وصلت سن اربع سنين .. 
قررت تتجوز " جون بلانك " محامي معروف وتاجر ليه سمعة كبيره كويسه
 خصوصاً في تجارة الرقيق " العبيد " 
وبعد الجواز جون اشترى بيت فخم جدا في شارع " رويال "
 وده حي راقي جدا موجود الحي الفرنسي في مدينة " نيو اورلينز " وخلف منها اربع اطفال
 " ماري لويس , ماري لور , ماري جيان , بيار بولي " 

وسنة 1816 مات جون لأسباب غامضة كمان .. وللمرة التانية دولفين بقت ارمله وفضلت وقت طويل
 بدون زواج وبعدها قررت بعد ماوصلت سن الخمسين تتجوز للمرة التالته ..
 وجوزها الجديد " ليونارد نيكولاس لالوري " اصغر منها بـ 20 سنه .. 
هاجر من فرنسا عشان يدور على فرص شغل مناسبه ليه كـ " طبيب "
 اتعرفت عليه بعد ماكانت بنتها بتتعالج عنده بسبب تشوهات في العمود الفقري ..
 ليونارد مكنش بيفكر في الجواز من دولفين وسافر فرنسا لكن اخوه اقنعه ان جوازه منها مصلحه كبيره ليه
 لأنها عندها ثروه ونفوذ فارجع تاني نيو اورلينز 

وفى الوقت ده كان اولاد دولفين بعضهم اتجوزوا جوازات عالية المستوى 

ومفضلش معاها الا بنتين ..وفي بداية سنة 1831 دولفين ماكارتي " مدام لالوري "
 بنت فيلا كبيره 3 ادوار وليها اطلاله جميله في الحي الفرنسي 

واتعرف الزوجين ليونارد ومدام لالوري بانهم من ابرز الشخصيات المهمة في مدينة نيو اورلينز .. 
كانت مدام لالوري بتنظم حفلات ضخمه جدا اتعرف عنها البذخ والاسراف
 اللى وصلت الناس في المدينة تحكي وتتحاكى عنها ..
 اغلب اللى كانوا مدعويين للحفلات شخصيات مهمة في الاقتصاد والسياسة
 وناس ليها نفوذ عالي جدا في المجتمع

وفي الوقت ده .. اتعرفت مدام لالوري على " ماري لافو " ملكة الفودو

سيدة كانت معروفة بممارساتها للسحر الاسود .. وكانت بتشتغل كوافيره 

وبدأت معرفتها بمدام لالوري صدفه بعد ماكانت بتروحلها بيتها تصففلها شعرها 
وبدات تطور صداقتهم وتكشفلها لافو اسرارها في السحر 

وبدأت مدام لالوري يثيرها الفضول لأنها تجرب سحر الفودو

وبدات تطبق بعض الطقوس اللى كانت بتشاركها لافو معاها وازدادت وحشيه ..!

ولأنها كانت بتمتلك عدد كبير من العبيد " ذوي البشرة السوداء " 

حبت تطبق عليهم عنفها 

كانت بتجبرهم على تخليص اعمال شاقة ومرهقه عليهم برغم ان في الوقت ده
 كان العبيد ليهم الحق في الراحه يوم في الاسبوع لكن عائلة لالوري كانوا مبيدوش للعبيد اي حق ..
 لدرجة ان زوار بيتهم كانوا بيلاحظوا على العبيد الهزال الشديد والتعب وانتشرت اشاعات
 عن سوء معاملة مدام لالوري للخدم لكن كل الاشاعات للاسف كانت لمجرد التريقة على مدام لالوري
 لأن في الوقت محدش كان بيهتم عموما بحالة العبيد الصحية .. 
العبيد في الوقت ده كانوا بالنسبالهم بشر اتخلقوا لخدمتهم فقط 

مدام لالوري كانت دايما بتروج صورة نظيفة عن نفسها ولحياتها للناس لكن في الحقيقة 
هي كان زواجها تعيس جدا حتى اقاربها شهدوا ان كان في بينها وبين زوجها خناقات كتير
 وكان بيسيبلها البيت وهي في حالة هيستيرية .. بتصرخ وتشتم وتكسر كل حاجه قدامها 

حتى مع العبيد كانت بتبتسم في وشوش الخدم واعتقت اتنين منهم واحد اسمه
 " جون لويس " والتاني " دوفنس " 

اما باقي الخدم فاكانوا دايما بيخافوا حتى يبصوا في عنيها 

وبمجرد مابيسمعوا صوتها كانوا بيفزعوا ويخافوا وبدا كل زوار بيتها يلاحظوا
 والاشاعات زادت اكتر لدرجة ان السلطات المحلية بعتت مراقب يعاين وضع العبيد في الفيلا ..
 لكن واضح انها قدرت تجنده في صفها بشكل ما فاكتب عنها تقرير ايجابي ..

لكن برغم كل محاولتها فى تغطية افعالها الا ان تصرفاتها كانت بتزيد وموقفتش وكانت الاشاعات بتقول
 انها كانت بتربط واحده من الخدم " ست عجوزه " في فرن المطبخ ..
 واشاعات تانيه قالت انها شافت بناتها بيأكلوا الخدم عشان جعانين فانهالت على بناتها بالضرب
 لحد مانزفوا وجتلها حالة هيستريا .. ومرة جارتها شافتها وهي بتجري ورا خادمة صغيرة " 11 سنة اسمها ليا "
 وهي شايله سوط فوق سطح البيت وكان السبب في كده ان الخادمه دي
 وهي بتسرحها وجعتلها راسها بالغلط ولما حاولت تهرب من سيدتها طلعت تجري على السلم
 ومدام لالوري غضبت اكتر فاراحت وراها لحد السطح والبنت ملقتش حل غير انها ترمي نفسها وماتت

وللمره التانيه السلطات بعتت مراقب يعاين الوضع ويبحث في قضية موت الخادمة 
وبعد ماسمع شهادة الجاره اتحكم على مدام لالوري بإعتاق 9 من العبيد ودفع مبلغ 300 دولار ..
 لكن مدام لالوري اصرت انها بريئة وانها بتعامل الخدم معاملة طيبة جدا وفي النهاية 
انتهت القضية بعدم توجيه اي تهمة لمدام لالوري وادرجوا اللي هي عملته في حقوقها المدنيه
 وحريتها في التعامل مع أملاكها ! .. 
وقدرت بمساعدة معارفها تشتري تاني العبيد اللي اعتقتهم 
وبمجرد مارجعوا الفيلا بدأت ايامهم السوداء 

مدام لالوري كانت مقرره انها هتدفعهم الثمن اكتر من الاول
 لأنها كانت حاسه انهم السبب في الاهانه اللى اتعرضت ليها

وبعد ما اتبرئت مدام لالوري الخدم حسوا بالغضب وان البنت المسكينة ليا ماتت وضاع حقها ,
 غضب الخدم كان كبير لدرجة ان الخادمات في المطبخ قرروا يولعوا في الفيلا وينهوا العذاب ..
 يوم الخميس 10 ابريل سنة 1834 .. النار حرقت الفيلا ووصلت للدور الارضي اللى اتحرق بشكل شبه كلي ..
وبعد ماجت المطافي الخادمة اللى سببت الحريق طلبت منهم ينقذوا العبيد المساكين
 اللى محبوسين في اخر دور وكانت مدام لالوري بتصرخ بشكل هيستيري بتطلب من الكل
 يساعدها تنقذ اثاث البيت الغالي والتحف واللوحات ورفضت تدل رجال الانقاذ على مكان وجود باب الاوضه
 اللي فيها العبيد لحد ما سمع صوت صريخهم رجال الانقاذ وبحثوا عن الباب لحد مالقوا باب حديد مخفي ..

الشهادات اللى قدمها رجال الانقاذ كانت 3 شهادات للأشخاص اللي تولوا عملية انقاذ العبيد من الغرفه .. 

واتكتبت في الصحف وقتها زي صحيفة " The new Orleans bee "

وكانت الشهادات بتقول :

" من الصعب ان نجد الكلمات التي تعبر عن بشاعة وهول ما رأيناه في تلك الغرفة المظلمة ,
 لم نستطع الدخول في البداية فحاولنا عدة مرات ان نكسر الباب الحديدي حتى استطعنا بعد جهد كبير ان نكسره ,
 الدخان والظلام كانا يغمران تلك الغرفة الصغيرة المليئة بالرجال والنساء والأطفال السود ..
 كان بعضهم ميتاً والبعض الاخر شبه ميت
 واغلبهم كانو مقيدين من ايديهم وأرجلهم بسلاسل حديديه إلى الجدرات والأعمده ,
 وأجبر آخرون على الجلوس وهم عراة فوق سهام خشبية وآخرون ربطوا أحياء
 مع بعض الجثث المتعفنة داخل أقفاص والبعض الآخر شد وثاقهم
 فوق طاولات مخصصة للعمليات الجراحية وقد بدا وكأنهم خضعوا لتجارب طبية مجنونه

لعلهم بقوا لعدة أشهر في ذلك المكان وهم يعذبون من قبل اشخاص مهووسين , 
حين عاينا الجثث رأينا بعض العيون قد أخرجت وبعض الألسن والأنوف قطعت .. 
وتم تشويه اعضائهم التناسلية التى انتزعت من اماكنها واعيد تثبيتها مرة اخرى بالغرز ..
 بعض الضحايا تم خياطة افواههم وعيونهم وقطع اذانهم ,
 واخرون انتزعت عظامهم وتم اعادتها بشكل ملتوي ومتشابك ..
 وثقبت جماجمهم ووجدت بداخلها ملاعق نحاس ..
والفظيع في الامر انه يبدوا ان هؤلاء العبيد قد تعرضوا لكل ذلك وهم أحياء "

معدتش ساعات على انتشار الحادثة الفظيعة دي وحصل اضطراب في المدينة
 واكتر من ألفين شخص اتجمعوا حوالين فيلا لالوري وهما ثائرين وكان طلبهم الوحيد ينتقموا من لالوري ..
 وهي بنفسها كانت عارفه ان مفيش اي حل غير الهروب .. جمعت ذهبها وهربت لقاربها في الميناء 

وقضت ليلتين وهي مستخبية في غرفة قيادة القبطان وفي الفجر 

السفينة اتحركت .. وفضل الناس مختلفين على مكان هروبها ..
 ناس اكدت انها راحت فرنسا وعاشت مع اهلها لحد ما ماتت
 في رحلة صيد وناس قالت ان لالوري مسافرتش ابدا
 لكن عاشت بإسم مستعار ورجعت ثروتها ونفوذها مرة تانيه .. 
وسنة 1924 راهبة اسمها " اوجين باكس "
 لقت شاهد قبر في مقبرة سان لويس في نيو اورلينز مكتوب عليه 
" هذا الضريح للسيدة لالوري التي ولدت بإسم ماري دولفين ماكارتي 
وتوفيت في باريس في السابع من ديسمبر عام 1842"
 لكن في وثائق لقوها في الارشيف الفرنسي كشفت ان دولفين ماتت سنه 1849 ..
ده غير ان في ناس اتهمتها بالسحر بسبب صداقتها بماري لافو ..
 اما ليونارد جوزها فامصيره كان غامض ومحدش يعرف عنه اي حاجه

بعد الحادثة فضلت فيلا لالوري مهجورة ..
 قبل مايشتريها واحد ثري صرف عليها مبلغ كبير جدا عشان يعيد ترميمها
 لكن بالرغم من المدة الطويلة اللي قضاها في ترميم الفيلا الا انه مسكنهاش الا 3 شهور
 وبعدها سابها بشكل نهائي واتباعت مرة تانيه لناس لكن محدش استقر فيها 

وكترت الاشاعات اللي بتقول ان فيها اشباح وفضلت الفيلا مهجورة سنين طويله ..
 وبعد الحرب الاهلية استغلت كمدرسة للبنات وبعدها مدرسة للموسيقى والرقص ..
 وفي نهاية القرن الـ 19 .. المهاجرين سكنوا نيو اورلينز وقرروا يشتروا المنازل القديمه والمهجورة
 وكانت فيلا لالوري بينهم .. واتحسنت واعيد فتحها للسكان 

لكن بردو السكان واجهوا حوادث غريبة ومشاهدات مرعبة 

مثلاً واحد من السكان حصله هجوم وهو طالع السلم من راجل ظهر فجأة
 اسمر وعريان ومتقيد بسلاسل واختفى بنفس السرعة اللى ظهر بيها ..

وسكان تانيين كانوا بيشوفوا ناس في كوابيسهم او بشكل واقعي بيجروا وراهم ماسكين سوط 

والاطفال كانوا بيلاحظوا وجود حيوانات ميته مقطوع راسها
 في اماكن كتير في البيت وبيلمحوا جثث اشخاص ملفوفه في اكفان ..
 ومرة ساكنة شافت في الفيلا سيدة انيقة وجميلة قاعدة على طرف السرير وبترضع جنين راسه مقطوعة ..
 فأغم عليها من الصدمة 

في ملاك كتير امتلكوا البيت واتعددت استعمالات الملاك ليه مرة اصلاحية
 تأهيل اطفال منحرفين ومرة مجلس كنسي وبعدها بار وبعدها معرض للاثاث
 وبعدها اشتراه شخص اسمه " راسل اولبرايت " وحول الفيلا لـ 20 شقة سكنية 
ونفى وجود اي اثر للاشباح وفي الاخر امتلكه الممثل نيكولاس كايدج سنة 2007 بمبلغ 4 ملايين دولار
 وصرح في مقابلة من مقابلاته الصحفيه انه منامش ليلة واحدة في البيت بسبب احساسه بالرهبه
 ومأكلش فيه الا وجبة غداء واحدة وبعدها اتخلص منه وباعه بسعر اقل من اللى اشتراه بيه .
#يارا_عمر

#حواديت_آخر_الليل

مصادر :

http://bit.ly/2odtei0

http://bit.ly/2usBb6F

http://bit.ly/2BIiXSv