محاكمة ساحرات سالم
نبذة سريعة قبل مانبدأ موضوعنا : في الفتره بين عام 1400- و1700
في اوروبا في حوالي 70 الف لـ 100 الف شخص اتقتلوا بتهمة عبادة الشيطان وممارسة
" السحر " او حاجة بتسمى " witches' Sabbath " الموضوع
كانت جذوره في الاساس بتمتد للطقوس الوثنية القديمة الى كانت بتحصل في اوروبا قبل
ماتبقى مسيحية ,الناس فى الفتره دي كانت معتقده ان الساحرات بيجتمعوا يوم السبت في
اماكن منعزله زي الغابات والجبال عشان يعملوا شعائر وطقوس لتعظيم وخدمه
الشيطان وكانوا بيقدروا يطيروا على كائنات سحرية زي الجن والعفاريت او مكنسة قش
وبيروحوا بيها اماكن بعيده عن مكان الطقوس ويسحقوا الصليب تحت رجليهم ويعمدوا
نفسهم عليه بإسم الشيطان , ويخلعوا ملابسهم ويرقصوا في شكل دائري حوالين النار
عشان الجن والعفاريت يتخذوا شكل بشر ويرقصوا معاهم وتستمر الحفلات دي لحد طلوع
الفجر بيمارسوا علاقات محرمة وبيلقوا الطلاسم والتعاويذ على الناس وبيضحوا بالبشر
وبيأكلوا لحومهم وخصوصا الاطفال اللى كانوا بيشربوا دمهم وشحومهم عشان يكتسبوا
قدرات خارقة سحرية .. كل الكلام ده اتاخد من كتب المؤرخين فى العصور الوسطى واعتمد
المؤرخين على اعترافات البنات اللى كانو بيتعذبوا ببشاعة عشان يعترفوا انهم ساحرات
, كانو بيتضربوا ويبمنعوا من النوم وبيتجلدوا وعلى بوقهم لجام يمنعهم من الكلام او
الصريخ , وكانوا بيجردوهم من ملابسهم عشان يدوروا على اى علامه فى جسمهم تدل على
الشيطان وطبعا مهما قولت مش هخلص .. اتعرضوا لأبشع التعذيب على ايد الكنائس
المسيحية وقتها سواء كانوا ساحرات او لا .. كان الخوف من الساحرات منتشر جدا والكل
كان فى حاله فزع وهلع منهم .. وسويسرا شاركت فى الموضوع واتفوقت كمان على اوروبا
..
نبدأ بقى قصتنا : -
في ظل الثورة الرهيبة على الساحرات دي كان فى محاكمة فى قرية صغيرة اسمها " سالم " اسمها حاليا " دانفرز " في بلد اسمها ماسوشستس سنة 1692 و1693.. كانت عباره عن كذا جلسة استماع ومحاكمة لأشخاص متهمين بالسحر وكاتب عاصر الفترة دي قال :
والآن شُنِقٓ تسعة عشر شخص و عُذِبَ شخص واحد حتى الموت و أُدين ثمانية اخرين ، و من الثمانية والعشرين ، اكثر من ثلثهم كانوا اعضاء بعض الكنائس في انجلترا ، و اكثر من نصفهم متحدثين جيدين بشكل عام,و تقريباً اعترف خمسين شخص منهم بانهم سحره ولم ينجو منهم أحد ، اكثر من مئه وخمسين في السجن واتهم اكثر من مئاتان . . .
- روبرت كالف
ايه اللي حصل بالظبط عشان المحاكمات دي تبدأ في القرية ؟
سنة 1688 صمويل باريس من أمهر البنائين راح قرية سالم بدعوة من جون بوتمان واحد من كبار قادة القرية .. طلب منه جون يرمم الكنيسة بتاعة القرية وفضلوا يتفاوضوا على التكلفة لمدة سنة وبعد ما اتفقوا انتقل صمويل مع مراته وبنته الصغيره بيتي وبنت اخوه باجيل ويليامز .. وفي شهر فبراير بنته بيتي اتصابت بمرض .. حست بصداع وضيق تنفس ونوبات صرع .. وكل الاعراض دي وصفها الكاتب كوتون ماثر فى كتابه اللي اتنشر سنة 1688 وكان بيقول ان الاعراض دي اعراض سحر اسود .. والمشكلة ان الكتاب نجح بطريقة مبالغ فيها جدا .. وعشرات الناس قروه وبدأ الناس يرددوا كلمة سحر اسود كتير بينهم .. وبقى الناس مؤمنين ان بيتي باريس تحت تأثر سحر اسود .. الموضوع بقى حقيقة مفيهاش جدال ومعداش وقت طويل واصحاب بيتي حصلهم نفس الاعراض
واستدعوا الطبيب ويليام جرجس عشان يشخص حالتهم وقال انه عجز عن فهم اللي بيحصل للبنات وقال ان الاعراض دي مفيش اي دليل مادي عليها وانها اعراض لقوى غير طبيعية وبدأ عدد البنات اللى بتجيلهم الاعراض يزيد
وبقوا 7 بنات بيعانوا من نفس الاعراض وبقت عنيفة اكتر زي الصريخ طول الوقت والتظاهر بالشلل والرعشة فى الجسد بطريقة مبالغ فيها وقلب العين وتشنجات فى عضلات الوش .. طبعاً الموضوع بقى مخيف والكل عرفه فى القرية وبدأ الذعر بينهم
فى واحده اسمها ماري سيبلي عرضت على خادمة صمويل باريس " تيتوبا " انها تخبز كيكة من " البول " وتأكلها لكلب , لأن فى اعتقادها الكلاب بيستخدمهم السحرة في دفن اعمالهم والقاء طلاسمهم , تيتوبا قررت انها تغامر وتنفذ الاقتراح لانها كانت بتحب بيتي جدا فخبزت الكيكة فعلا يوم 25 فبراير سنة 1692 ويوم 29 من نفس الشهر طلعت مذكرة قبض على تيتوبا بتهمة ممارسة السحر وبدأت المأساة .. اللي قدم البلاغ كانت بيتي باريس وبنت عمها آباجيل ويليامز ! واتفقوا سوا على قصة حكوها .. قالوا ان تيتوبا ساحرة بتطير فى الهواء بليل عشان تروح للشيطان
وتعمل طقوس سحرية .. القصة حتى لو كانت تافهة بالنسبه ليك حالياً فا وقتها الكل صدق ببساطه .. أولا لان تيتوبا كانت من الهنود الحمر ووقتها كان فى حرب مع الهنود عموما وطبيعي كانو يقف الكل ضدها ثانياً لأن وضع البنات كان يخليهم محل ثقة وأى كلمه يقولوها تتصدق .. ومش بس تيتوبا اللى اتهمت ده كمان سارة جود اللي اسم شهرتها " الشحاته المزعجة " وسارة أوزوبورن " العجوزة صاحبة المشاكل الكثيرة مع الجيران اللى مكانتش بتروح الكنيسة لمدة سنة " القصة اتعرضت على القاضيين " جون هاثرون وجناثان كراون " اللى قرروا ينقلوا التحقيق واستجواب التلات متهمات لمجلس المدينة عشان اهل القرية يشاهدوها .. وطبعا مئات من اهل القرية راحو .. مفيش تفسير للي حصل بالظبط في اليوم دة كإن اهالى القرية كلها من صغيرها لكبيرها كانوا عايزين يلقوا اللوم على اى حد وخلاص .. في ناس طلعت تشهد بالزور على ان التلاته فعلا ساحرات وظهروا فى الحقول والمحصول اختفى والحيوانات ماتت .. الغريب ان اصلا القاضين قرروا حكم التلات متهمات قبل ماتبدأ المحاكمة حتى ..
وكانت الاسئلة ظالمه جدا عبارة عن " انتي ساحرة ؟ "
" اتعاملتي مع الشيطان ؟ " , " لو انتي مش ساحره تفسري بإيه اللى بيحصل "
الخوف اللى سيطر على تيتوبا خلاها تفتكر ان اعترافها هينجيها من الموت وقررت فعلا تعترف انها ساحرة وانها قابلت راجل طويل في بوسطن بتعتقد انه الشيطان وخلاها توقع في كتابه عشان يسجلها ضمن السحرة بتوعه وياريت قالت كده بس .. دي كمان قالت ان انها كانت بتحضر اجتماعات الساحرات مع سارة جود وسارة أوزبورن في مكان سري في الغابة .. والكلام ده خلى النار تثور عليهم بجنون وعلى عيلة باريس وبوتمان لدرجة ان دوركاس جود بنت سارة جود طفلة عندها 4 سنين اتهمت هي كمان بالسحر !!
واتحبست فى سجن القرية لمدة 8 شهور وخلوها تحضر اعدام امها
لما اتعدم التلاته .. البنات بدأوا يمثلوا اكتر انهم بيغم عليهم وبتجيلهم نوبات هلع و انهم بيشوفوا الساحرات طول الوقت وكان القضاة بيطلبوهم فى المحكمة لطلب الشهادة وبرغم ان ادائهم كان مبالغ فيه وميتصدقش الا ان اهل القرية كانو مصدقينهم جدا ومتعاطفين معاهم وكانوا جنانهم بيزيد اكتر واكتر .. وكل المتهمات للاسف افتكروا ان اللى هتعترف مش هتتعدم زي ديلفرنس هوبز تانى واحدة اتهمت بالسحر اعترفت انها بتمارس السحر وكان فى امل انها تهرب من الاعدام لولا ان حاكم المدينة " فيبس " اتدخل فى الموضوع وقرر انها تتقتل .. الي يضايق اكتر ان المحكمة كان فيها 5 قضاة بس و3 منهم كانو اصحاب " كوتون ماثر صاحب الكتاب اللى قولت عنه في بدايه القصة .. وكان بيشجع فكرة اعدام الساحرات والناس كانت بتتوافد على كتابه بسبب المحاكمات
وعلى رأس المحكمة القاضي ويليام ستوتون اللي كان معروف بانه بيشجع جدا صيد الساحرات وكان موافق على اقتراح اتطرح فى المحاكمات اسمه " اختبار اللمس " وكان اختبار بيعتمد ان الساحر يلمس واحده من البنات الضحايا ويشوفوا تاثير لمسته عليها
وطبعا تخيلوا تمثيل البنات الفظيع اللى كانوا ممتازين جدا فيه لدرجة انهم يقنعوا اهالى القرية والقضاة
يقعوا ويصرخوا ويجروا .. محتاجين اوسكار !
واقترح كوتون ان مجرد الاعتراف بالسحر دليل كافي جدا على انهم يطبقوا حكم الاعدام واول واحده اتطبق عليها الحكم كانت بريدجت بيشوب , ست اتجاوز عمرها 60 سنة .. كانت بتعمل مشاكل كتير جداً وبتتهرب من دفع الضرايب .. كانت فأر تجارب كويس جدا بالنسبالهم ..وطبعا البهارات اللى ضافتها البنات وشهود الزور خلت القضاة مياخدوش وقت طويل فى المحاكمة ويقرروا يعدموها سنة 1692 .. الموضوع كان عباره عن جنون , قرية كل اللى عايش فيها مجنون والشر بيتحكم فيه .. اى حد كان بيعترض على المحاكمات كانوا بيتهموه هو كمان زي ماحصل مع شخص اسمه جون بروكتور هاجم المحكمة وقال ان كل الستات اللى قالوا انهم ساحرات عملو كده عشان يهربوا من الموت ..
واتهم هو ومراته بممارسه السحر .. ولما وقف قدام القضاه شكك فى نزاهتهم وطلب يتحاكم فى بوسطن لكن طبعا .. شنقوه
واحد من اللى اتنفذ فيه حكم الاعدام كان مزارع اسمه جايلز كوري
وصله اهل القرية لحد منطقة اعدامة وهما بيرددوا " انه ساحر .. انه ساحر " .. قرروا يشنقوه لانه رفض يتكلم نهائياً ويدافع عن نفسه نام على ضهره وقلعوه هدومه وحطوا فوقه لوح خشب وبدأوا يرموا حجارة فوق صدرة .. ونطق مره واحده وهو بيطلب منهم يخلصوا بسرعه عشان يموت واحد من اللى حضروا الاعدام اسمه روبرت كالف قال ان جايلز اتسحق حتى الموت لإلتزامه الصمت
" انسحق وجهة لدرجه ان لسانه خرج خارج وجهة المسوق بالحجارة وكان من الصعب محاولة إعادته مرة اخرى "
وناس تانيه كتير ولعوا فيهم وهما عايشين .. وفجأة سنة 1692 انتهى الجنون !
إنكريس ماثر ابو كوتون قال انه مش راضي عن اللى بيحصل
وبدأ القضاة يعترفوا ان اللى حصل كان غلط واتأسفوا عليه .. واعلنوا ان ناس كتير من اللى شنقوهم كانو عارفين انهم مش مذنبين
وبهنا نختم قصة محاكمة سالم بإقتباس لمقوله إنكريس ماثر
" من الأفضل هروب عشرة مذنبين على ان يظلم شخص واحد بريء "
طبعاً دي مش نهاية المقال .. هيكون فى جزء تانى باذن الله .. زي ماعرفنا عن المحاكمة والاشخاص البريئة اللى ماتت ظلم .. هحكيلكم عن ساحرات كانوا يستحقوا الموت 1000 مرة .
#يارا_عمر #محاكمة_ساحرات_سالم
مصادر :
http://bit.ly/2yZtSlD
http://bit.ly/2oQptl0
نبدأ بقى قصتنا : -
في ظل الثورة الرهيبة على الساحرات دي كان فى محاكمة فى قرية صغيرة اسمها " سالم " اسمها حاليا " دانفرز " في بلد اسمها ماسوشستس سنة 1692 و1693.. كانت عباره عن كذا جلسة استماع ومحاكمة لأشخاص متهمين بالسحر وكاتب عاصر الفترة دي قال :
والآن شُنِقٓ تسعة عشر شخص و عُذِبَ شخص واحد حتى الموت و أُدين ثمانية اخرين ، و من الثمانية والعشرين ، اكثر من ثلثهم كانوا اعضاء بعض الكنائس في انجلترا ، و اكثر من نصفهم متحدثين جيدين بشكل عام,و تقريباً اعترف خمسين شخص منهم بانهم سحره ولم ينجو منهم أحد ، اكثر من مئه وخمسين في السجن واتهم اكثر من مئاتان . . .
- روبرت كالف
ايه اللي حصل بالظبط عشان المحاكمات دي تبدأ في القرية ؟
سنة 1688 صمويل باريس من أمهر البنائين راح قرية سالم بدعوة من جون بوتمان واحد من كبار قادة القرية .. طلب منه جون يرمم الكنيسة بتاعة القرية وفضلوا يتفاوضوا على التكلفة لمدة سنة وبعد ما اتفقوا انتقل صمويل مع مراته وبنته الصغيره بيتي وبنت اخوه باجيل ويليامز .. وفي شهر فبراير بنته بيتي اتصابت بمرض .. حست بصداع وضيق تنفس ونوبات صرع .. وكل الاعراض دي وصفها الكاتب كوتون ماثر فى كتابه اللي اتنشر سنة 1688 وكان بيقول ان الاعراض دي اعراض سحر اسود .. والمشكلة ان الكتاب نجح بطريقة مبالغ فيها جدا .. وعشرات الناس قروه وبدأ الناس يرددوا كلمة سحر اسود كتير بينهم .. وبقى الناس مؤمنين ان بيتي باريس تحت تأثر سحر اسود .. الموضوع بقى حقيقة مفيهاش جدال ومعداش وقت طويل واصحاب بيتي حصلهم نفس الاعراض
واستدعوا الطبيب ويليام جرجس عشان يشخص حالتهم وقال انه عجز عن فهم اللي بيحصل للبنات وقال ان الاعراض دي مفيش اي دليل مادي عليها وانها اعراض لقوى غير طبيعية وبدأ عدد البنات اللى بتجيلهم الاعراض يزيد
وبقوا 7 بنات بيعانوا من نفس الاعراض وبقت عنيفة اكتر زي الصريخ طول الوقت والتظاهر بالشلل والرعشة فى الجسد بطريقة مبالغ فيها وقلب العين وتشنجات فى عضلات الوش .. طبعاً الموضوع بقى مخيف والكل عرفه فى القرية وبدأ الذعر بينهم
فى واحده اسمها ماري سيبلي عرضت على خادمة صمويل باريس " تيتوبا " انها تخبز كيكة من " البول " وتأكلها لكلب , لأن فى اعتقادها الكلاب بيستخدمهم السحرة في دفن اعمالهم والقاء طلاسمهم , تيتوبا قررت انها تغامر وتنفذ الاقتراح لانها كانت بتحب بيتي جدا فخبزت الكيكة فعلا يوم 25 فبراير سنة 1692 ويوم 29 من نفس الشهر طلعت مذكرة قبض على تيتوبا بتهمة ممارسة السحر وبدأت المأساة .. اللي قدم البلاغ كانت بيتي باريس وبنت عمها آباجيل ويليامز ! واتفقوا سوا على قصة حكوها .. قالوا ان تيتوبا ساحرة بتطير فى الهواء بليل عشان تروح للشيطان
وتعمل طقوس سحرية .. القصة حتى لو كانت تافهة بالنسبه ليك حالياً فا وقتها الكل صدق ببساطه .. أولا لان تيتوبا كانت من الهنود الحمر ووقتها كان فى حرب مع الهنود عموما وطبيعي كانو يقف الكل ضدها ثانياً لأن وضع البنات كان يخليهم محل ثقة وأى كلمه يقولوها تتصدق .. ومش بس تيتوبا اللى اتهمت ده كمان سارة جود اللي اسم شهرتها " الشحاته المزعجة " وسارة أوزوبورن " العجوزة صاحبة المشاكل الكثيرة مع الجيران اللى مكانتش بتروح الكنيسة لمدة سنة " القصة اتعرضت على القاضيين " جون هاثرون وجناثان كراون " اللى قرروا ينقلوا التحقيق واستجواب التلات متهمات لمجلس المدينة عشان اهل القرية يشاهدوها .. وطبعا مئات من اهل القرية راحو .. مفيش تفسير للي حصل بالظبط في اليوم دة كإن اهالى القرية كلها من صغيرها لكبيرها كانوا عايزين يلقوا اللوم على اى حد وخلاص .. في ناس طلعت تشهد بالزور على ان التلاته فعلا ساحرات وظهروا فى الحقول والمحصول اختفى والحيوانات ماتت .. الغريب ان اصلا القاضين قرروا حكم التلات متهمات قبل ماتبدأ المحاكمة حتى ..
وكانت الاسئلة ظالمه جدا عبارة عن " انتي ساحرة ؟ "
" اتعاملتي مع الشيطان ؟ " , " لو انتي مش ساحره تفسري بإيه اللى بيحصل "
الخوف اللى سيطر على تيتوبا خلاها تفتكر ان اعترافها هينجيها من الموت وقررت فعلا تعترف انها ساحرة وانها قابلت راجل طويل في بوسطن بتعتقد انه الشيطان وخلاها توقع في كتابه عشان يسجلها ضمن السحرة بتوعه وياريت قالت كده بس .. دي كمان قالت ان انها كانت بتحضر اجتماعات الساحرات مع سارة جود وسارة أوزبورن في مكان سري في الغابة .. والكلام ده خلى النار تثور عليهم بجنون وعلى عيلة باريس وبوتمان لدرجة ان دوركاس جود بنت سارة جود طفلة عندها 4 سنين اتهمت هي كمان بالسحر !!
واتحبست فى سجن القرية لمدة 8 شهور وخلوها تحضر اعدام امها
لما اتعدم التلاته .. البنات بدأوا يمثلوا اكتر انهم بيغم عليهم وبتجيلهم نوبات هلع و انهم بيشوفوا الساحرات طول الوقت وكان القضاة بيطلبوهم فى المحكمة لطلب الشهادة وبرغم ان ادائهم كان مبالغ فيه وميتصدقش الا ان اهل القرية كانو مصدقينهم جدا ومتعاطفين معاهم وكانوا جنانهم بيزيد اكتر واكتر .. وكل المتهمات للاسف افتكروا ان اللى هتعترف مش هتتعدم زي ديلفرنس هوبز تانى واحدة اتهمت بالسحر اعترفت انها بتمارس السحر وكان فى امل انها تهرب من الاعدام لولا ان حاكم المدينة " فيبس " اتدخل فى الموضوع وقرر انها تتقتل .. الي يضايق اكتر ان المحكمة كان فيها 5 قضاة بس و3 منهم كانو اصحاب " كوتون ماثر صاحب الكتاب اللى قولت عنه في بدايه القصة .. وكان بيشجع فكرة اعدام الساحرات والناس كانت بتتوافد على كتابه بسبب المحاكمات
وعلى رأس المحكمة القاضي ويليام ستوتون اللي كان معروف بانه بيشجع جدا صيد الساحرات وكان موافق على اقتراح اتطرح فى المحاكمات اسمه " اختبار اللمس " وكان اختبار بيعتمد ان الساحر يلمس واحده من البنات الضحايا ويشوفوا تاثير لمسته عليها
وطبعا تخيلوا تمثيل البنات الفظيع اللى كانوا ممتازين جدا فيه لدرجة انهم يقنعوا اهالى القرية والقضاة
يقعوا ويصرخوا ويجروا .. محتاجين اوسكار !
واقترح كوتون ان مجرد الاعتراف بالسحر دليل كافي جدا على انهم يطبقوا حكم الاعدام واول واحده اتطبق عليها الحكم كانت بريدجت بيشوب , ست اتجاوز عمرها 60 سنة .. كانت بتعمل مشاكل كتير جداً وبتتهرب من دفع الضرايب .. كانت فأر تجارب كويس جدا بالنسبالهم ..وطبعا البهارات اللى ضافتها البنات وشهود الزور خلت القضاة مياخدوش وقت طويل فى المحاكمة ويقرروا يعدموها سنة 1692 .. الموضوع كان عباره عن جنون , قرية كل اللى عايش فيها مجنون والشر بيتحكم فيه .. اى حد كان بيعترض على المحاكمات كانوا بيتهموه هو كمان زي ماحصل مع شخص اسمه جون بروكتور هاجم المحكمة وقال ان كل الستات اللى قالوا انهم ساحرات عملو كده عشان يهربوا من الموت ..
واتهم هو ومراته بممارسه السحر .. ولما وقف قدام القضاه شكك فى نزاهتهم وطلب يتحاكم فى بوسطن لكن طبعا .. شنقوه
واحد من اللى اتنفذ فيه حكم الاعدام كان مزارع اسمه جايلز كوري
وصله اهل القرية لحد منطقة اعدامة وهما بيرددوا " انه ساحر .. انه ساحر " .. قرروا يشنقوه لانه رفض يتكلم نهائياً ويدافع عن نفسه نام على ضهره وقلعوه هدومه وحطوا فوقه لوح خشب وبدأوا يرموا حجارة فوق صدرة .. ونطق مره واحده وهو بيطلب منهم يخلصوا بسرعه عشان يموت واحد من اللى حضروا الاعدام اسمه روبرت كالف قال ان جايلز اتسحق حتى الموت لإلتزامه الصمت
" انسحق وجهة لدرجه ان لسانه خرج خارج وجهة المسوق بالحجارة وكان من الصعب محاولة إعادته مرة اخرى "
وناس تانيه كتير ولعوا فيهم وهما عايشين .. وفجأة سنة 1692 انتهى الجنون !
إنكريس ماثر ابو كوتون قال انه مش راضي عن اللى بيحصل
وبدأ القضاة يعترفوا ان اللى حصل كان غلط واتأسفوا عليه .. واعلنوا ان ناس كتير من اللى شنقوهم كانو عارفين انهم مش مذنبين
وبهنا نختم قصة محاكمة سالم بإقتباس لمقوله إنكريس ماثر
" من الأفضل هروب عشرة مذنبين على ان يظلم شخص واحد بريء "
طبعاً دي مش نهاية المقال .. هيكون فى جزء تانى باذن الله .. زي ماعرفنا عن المحاكمة والاشخاص البريئة اللى ماتت ظلم .. هحكيلكم عن ساحرات كانوا يستحقوا الموت 1000 مرة .
#يارا_عمر #محاكمة_ساحرات_سالم
مصادر :
http://bit.ly/2yZtSlD
http://bit.ly/2oQptl0
تعليقات
إرسال تعليق