خولة بنت الأزور | فارسة ملثمة تحمل سيف بدماء الروم

 

لقصة دي من اجمل القصص لقلبي واقربهم ، ولما تعمقت فيها وحاولت اعيش واتخيل احداثها حسيت اني بشوف قدام عيني فيلم خيالي عقلي عاجز قدامه عن تصديقه وبقول معقول ؟

تعال اعرفك على خولة بنت الأزور ، الفارسة والشاعرة العربية .. استمتع ❤️

في البداية ، خولة واحده من النساء اللي عاصروا فترة الخلفاء الراشدين محدش عارف هي اتولدت امتى بالظبط لكن معروف انها اتولدت بين قبيلة بني اسد واعتنقت الاسلام في السنوات الاولى من ظهوره .. وتوفيت في اواخر عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه

خولة كانت شاعرة ومن أقوى وأشجع البنات في قبيلتها ، ودي حاجه مش غريبه وقتها على قبيلة زي قبيلة بني اسد ، فكانت القبيله دي معروف عنهم انهم فرسان اقوياء جدا وشجعان ، ومهاراتهم القتالية محدش من بين القبائل الباقية يرتقي لمستواها ..

كان لها أخ وهو ضرار بن الأزور وكان صحابي ، وكانت علاقتهم هما الاتنين قوية جدا وقريبين جدا من بعض , بيتدربوا سوا على المبارزة بالسيف ، ويتسابقوا في ركوب الخيل ، واتقنت بسببه رمي الأسهم جدا جدا ، لدرجة انها اصبحت سريعة في رمي السهام وعندها حدة بصر قوية ..

لدرجة انها شاركت اخوها في احد المعارك الصعبة واللي هي محور قصتنا النهارده ..! ❤️

اثناء حربها مع اخوها في معركة من اصعب المعارك في صفوف جيش خالد بن الوليد رضي الله عنه ، الروم أسروا اخوها ومن شدة حزنها بكت وأنشدت بيت شعري أقتبس لكم منه :

" سأبكي ماحييت على شقيق أعز علي من عيني اليمين فلو أني لحقت به قتيلاً لهان علي إذ هو غير هون "

وقطعت خولة على نفسها عهد ووعد أمام الله ، تلثم نفسها وتكمل المعركة ، لأنها كانت بالفعل بين صفوف جيوش خالد بن الوليد وياترجع اخوها ياتموت بتحاول ..

رفعت اللثام وتلثمت به ، وجريت بسرعة بتجاه المعركة ، بين السيوف وتحت شمس حارقة تشهد اصعب المعارك على خولة اللي بتحارب لأخوها ودينها ، وكانت سريعة زي الرمح ، تقاتل يمينها ويسارها بخفه وشجاعة غير عادية !

لدرجة ان كل الي في ساحة المعركة انتبه لها وتسائلو مين الفارس الشجاع ده ؟! وتخيل ان خالد بن الوليد شخصياً انتبه لها ..

وتابعها بنظره حتى خرجت من صفوف الروم سيفها مغطى بدماء الاعداء ، ونزل خالد بن الوليد عن خيله وخفض سيفه واتجه ناحيتها بفضول ، حابب يعرف مين المحارب الشجاع ده ، ايه هويته ؟

وطلب منها تكشف عن وجهها ، وتعرف بنفسها .. لكنها مردتش واكتفت بالصمت قدامه ، رهبة من قائد عظيم وتردد من كشف هويتها الحقيقية ..

فطلب منها مرة تانية .. فردت بدون ماتكشف وشها ، وقالت له انها خولة بنت الأزور اخت ضرار بن الأزور وان اخوها تم اسره من جيوش الروم ومعرفتش تلاقيه ، سكت خالد بن الوليد للحظات من شجاعتها وتفاجئه بقوتها ومهارتها في القتال .. وأمر على الفور صفوف المسلمين المقاتله يبحثوا عن ضرار مهما كلفهم الأمر

كثير شككو في صحة قصة خولة ولكن العلماء اجمعوا على انها شخصية حقيقية ومش خيالية ، ولها بطولاتها وادلة عليها ، وضيف كمان على معلوماتك ان خولة مكانتش المرأة الوحيدة في ساحة المعركةمع خالد بن الوليد ..

كان في ( خولة بنت ثعلبة الأنصارية ، كعوب بنت مالك ، سلمى بنت هاشم ، نعم بنت فياض ، هند بنت عتبة بن ربيعة ، لبنى بنت جرير ، عفيرة بنت غفار ، سعيدة بنت عاصم الخولاني ) ويمكن اكثر وفي معارك أخرى كانت النساء تقود مجموعات من صفوف المقاتلين كمان

وهنا تنتهي القصة ، على الرغم من انها قصيرة الا ان خولة لها انجازات كتييرة جدا اثبتت بها هي وكل من شاركت في المعارك ان

دور المرأة قديماً لا يقتصر على الزواج والسبي والعبودية ، وأنها أكثر من ذلك وأكرم من ذلك ومفيش فرق بينها وبين الرجل الا في الواجبات والمهام وانها اذا ارادت التجارة تاجرت واذا ارادت القتال قاتلت ، لم يقيدها الدين بل اعطاها الحرية في الاختيار وفق حدود دينية وليست قيود

وكثير من يخلط بيننا اليوم بين القيود والحدود واختصر صورة المرأة في التاريخ على انها جارية فقط و أن الاسلام منعها من الحياة اصلاً .. ولكن التاريخ مبيكدبش .. ارجع للتاريخ ، هتلاقي دايماً الاجابة 😉❤️

إضغط هنا للقراءة على فيسبوك