شيطان مكة | { أراد أن يأتي برأس الرسول لقريش }


في البداية خليني اعرفك حبه معلومات لو متعرفش وأفكرك لو عارف
عن غزوة أحد اللي تعتبر تاني أكبر الغزوات اللي خاضها المسلمين على الإطلاق في عهد الرسول
واللي كانت بين قبيلة قريش وبين المسلمين .. وكانت بقيادة الرسول عليه الصلاة والسلام
سبب الغزوة ان المسلمين ازدادت قوتهم وعددهم بعد دعوة الرسول وأصبحوا بيهددو اهم طريق وشريان التجارة الرئيسي لقريش اللي بيتجه لبلاد الشام , وده معناه بالنسبه لقريش ان المسلمين كانوا بيشكلوا تهديد لنفوذهم في الحجاز كلها .. وهتسأل ليه وأجاوبك

لأن قريش كانت معتمده على التجارة ومن أهم رحلات تجارتهم كانت رحلتين ( الشتاء والصيف )
وكانت الرحلات بتمتد كمان لليمن .. عشان كده قريش حست بالخوف والتهديد وقرروا يزيحوا المسلمين من طريقهم قبل ما قوتهم تزداد اكتر ويتحدوا ووقتها مخاوفهم تصبح حقيقيه ومكانتهم تتهز بسبب ( محمد ) وأتباعه


وجمعت قريش كل القبائل وحلفاؤهم واقنعوهم ان لازم يكونوا ايد واحده في مواجهة المسلمين ويحشدوا جيش واحد ضخم يتجه للمسلمين ويتخلص منهم .. ووصل عدد جيش قريش وحلفائها وقتها لحوالي 3 الاف مقاتل .. اما المسلمين فكان عددهم تقريبياً ألف مقاتل

والمهم ان وقعت الحرب بين الطرفين .. والكل كان في ساحة المعركة


فجاء رجل إسمه مصعب بن عمير- رضي الله عنه - وكان بيحمل راية المهاجرين .. وقاتل بشجاعة كبيرة جداً جمب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - , ولكن قُطعت يديه اليُمنى واتصاب .. فشال الراية بإيده اليسار .. فقُطعت اليسرى

فبرك على الراية .. قعد فوقها بإستماته شديده على رفعها وحريص جداً حتى وهو مصاب على انها متسقطش ابداً .. وفي تلك الأثناء كان بيشاهده مجموعه من المشركين .. وبسخريه اقتربوا منه وقتلوه .. وسقط مصعب على الارض وقال وهو بيلفظ أنفاسه الأخيره

" وما محمد إلا رسول .. قد خلت من قبله الرسل "وهي آية من سورة آل عمران, 144

مصعب بن عمير – رضي الله عنه – كان في شبه شديد جداً بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام
عشان كده ظنت المجموعة الي قتلوه انهم قتـ,لوا رسول الله عليه الصلاة والسلام وظنوا انهم خلاص تخلصوا من محمد وقسموا ظهر المسلمين .. فقال رجل من بينهم اسمه ابن قمئة وكان هو الرجل اللي قتل مصعب بن عمير : " قتلت محمداً ! قتلت محمداً!


وبدأ الخبر ينتشر بسرعة كبيرة في أرض المعركة كلها .. لدرجة ان المسلمين نفسهم صُدموا وخافوا لأنهم مكانوش متخيلين ابداً ان ده ممكن يحصل ! ازاي هيعيشوا بدون الرسول؟ ازاي الرسالة مش هتتم؟ ازاي هينقطع الوحي؟ اسئلة كتير تملكتهم !
مشاعر من الاحباط والحزن والصدمة .. بعضهم رمى سيفه وجلس على الارض يبكي , وبعضهم يقف مصدوماً لا يدافع حتى عن نفسه بينما القتال من حوله مستمر !

المشهد كان حزين وصعب جداً لدرجة ان الصحابة اللي حضروا الغزوة وصفوا اللي شافوه بحزن
فمثلاً ثابت بن الدحداح رضي الله عنه لما شاف الناس قاعدين على الارض وسابوا القتال , إتوجه لهم وقالهم بإيمان عميق وفهم دقيق جداً : " إن كان محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت " وقاتل ثابت رضي الله عنه لحد ما استشهد في المعركة 


وكمان الصحابي أنس بن النضر رضي الله عنه .. لما انتبه منهم وشافهم فاقدين روح القتال والمقاومة قالهم" ماذا تنتظرون؟"
فجاوبوه " قُتل رسول الله "
فقالهم بشجاعة وقوة كبيرة " قوموا فموتوا على مامات عليه صلى الله عليه وسلم .. إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت!" وقال وهو بينظر للمسلمين .." اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء " يقصد المسلمين
" وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء " يقصد المشركين

واتجه فوراً يركض للمشركين عشان يقاتلهم بكل مشاعر الغضب اللي جوه صدره .. لدرجه ان سعد بن معاذ قاله : " أين يا أبا عمر "!
خلاص انت بتعمل ايه؟ الرسول قُتل وانت رايح تقاتلهم؟
فقال أنس: واهاً لريح الجنة ياسعد! إني أجده دون أحد
يعني ياسعد انا شامم ريحة الجنة في أحد .. حس أنس انه هيستشهد وبالفعل استشهد رضي الله عنه وطُعن بأكثر من 80 طعنة في جسمه .. لدرجة ان محدش قدر يتعرف على هويته ابداً بعد الحرب إلا أخته. 


انتهت الحرب وبدأ جيش قريش يتناقلوا الاشاعة بين صفوفهم وبدأ الجيش يتراجع ويعود لمكة عشان ينشر الأخبار ويحتفلوا بموت الرسول .. وفي الأثناء دي في صفوف المسلمين
كعب بن مالك رضي الله عنه اكتشف ان الرسول عايش مماتش .. فقام من السعادة وبعزم شديد يصرخ ويقول للمسلمين " أبشروا أبشروا! "
فشاور له الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يسكت عشان ميلفتش انظار المشركين لهم
لكن 30 شخص من المسلمين سمعوا كعب بن مالك وهو بيصرخ فركضوا بسرعة بإتجاه رسول الله وبدأوا يحاوطوه ويحموه وقادهم الرسول لجبل أحد وانسحب بيهم . 


لحد هنا هنوقف المشهد ونبدأ ننتقل لنهاية الحدث وبالتحديد بعد ايام بسيطه لما رجع جيش قريش أخيراً لمكة .. استقبل كبار قريش الاخبار بسعادة طبعا!
وقرروا يقيموا إحتفالات من جميع الاشكال والأنواع .. خمر ونساء للصبح حرفياً بقا ماهو فاكرين ان مُحمد قُتل
وفعلاً بدأت الاحتفالات الضخمة في مكة كلها , النساء بترقص , والرجال بيشربوا الخمور والموسيقى بتُعزف .. " قتلنا مُحمد " هذا ظنهم .. ومكنش عندهم أي فكرة ان الرسول عايش وفي أمان وسط المسلمين ومكانوش متوقعين اللي هيحصل في نص احتفالهم

دخل عليهم رجُل وقالهم الخبر اللي قلب جميع الموازين .. " مُحمد حي ولم يُقتل "
توقفت الإحتفالات ووقف جميع رجال قريش وكبارهم واللي شاركوا في الحرب مصدومين من اللي بيسمعوه وقالوا مستحيل أنه يكون عايش.. ازاي؟ احنا متأكدين انه اتقتل في ساحة المعركة!

طبعاً الخبر نكد عليهم وسهرتهم اللي كانوا هيسهروها للصبح ويحتفلوا فيها انتهت بعد سماع الخبر .. 


وفجأه وقف رجل اسمه " خالد بن سفيان الهذلي " وقال بصوت غاضب مرتفع: " لن نحتفل من جديد إلا برأس مُحمد .. جهزوا الجيوش!"

تعال بقا هنا احكيلك شوية عن خالد بن سفيان ده
اسمه خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي ..كان شخص وصف في كتب المؤرخين في شكله بأنه إذا رأيته كأنك رأيت الشيطان من كتر بشاعته وغرابة شكله .. وهبه الله قوة عظيمه لدرجة انه كل مكة كانت بتخاف منه .. لو وقف قدامه ألف رجل هيقتـ,ـلهم كلهم بسهولة .. جميع الفرسان كانوا بيخشوه
وتم وصفه في الكتب أنه كان ضخم لحد مش معقول وقيل انه كان بيركب الخيل ورجليه بتجُر في الأرض .. من كتر ضخامته! 


المهم ان خالد جمع جيش ضخم من جديد وقادهم بنفسه.. 3000 شخص جهز للحرب .. ونية خالد بن سفيان انه مش بس عايز يأتي برأس الرسول عليه الصلاة والسلام .. لا ده كمان مقرر انه يغزوا المدينة المنورة كلها تماماً وتصبح المدينة تحت سيطرة قريش ونفوذها خالد كان بيشجع جيشه بأنه هيسبب خراب ويسفك دماء ويغتـ,صب النساء بطريقة وحشية .. الغضب والحقد والوحشية كانوا ماليين قلبه .

وفعلاً خد الجيش واتوجهوا لمكان اسمه " وادي عُرنه " وبدأوا ينصبوا خيامهم
والأخبار لحد دلوقت موصلتش للرسول ولا للمسلمين .. 


ولكن بعد أيام قليلة وصلت الأخبار للرسول .. فجمع الرسول الأنصار كلهم .. ووقف بهدوء ينظر لهم وقال لهم :
" إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني فائته فاقتله "
الكل سكتوا ونظروا لبعضهم " كلهم عارفين خالد بن سفيان " وكلهم خايفين منه لأنه رجل مرعب جداً .. مين العاقل اللي يقف قدام واحد زي ده ويقاتله؟

فقال الرسول :" ‏"‏يا معشر الأنصار ألا رجل يكفيني سفيان الهذلي‏؟‏ فإنه قد هجاني‏"‌‏
فقام رجل من بينهم اسمه عبدالله بن أنيس الجهني .. وقال للرسول : " يارسول الله .. ماذا له؟"
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :" له الجنة "

وطبعاً وافق عبدالله فوراً وقال للرسول: " يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه "
عبدالله قرر يُلبي رغبة الرسول لكنه مكنش عنده أي فكره مين هو خالد؟ وايه شكله وازاي يعرفه ؟!

فرد عليه الرسول وقاله :" ‏إذا رأيته وجدت له قشعريرة‏"‌‏.‏
يعني لو شفته .. هتقشعر من شكله ..

فقال عبدالله بن أنيس: "والذي أكرمك ما هبتُ شيئاً منذ أسلمت" . 


عبدالله بن أنيس بيحكي اللي حصل معاه وبيقول
انه تلثم " اتوشح بغطاء على وجهه " عشان محدش يعرف هويته وركب خيله واتوجه في طريقه للجيش ووصل فعلاً عبدالله لوادي عُرنه ولقى الجيش هناك ناصبين خيامهم
لكن التوقيت اللي وصل فيه عبدالله كان العصر .. فخاف عبدالله يقف يُصلي صلاة العصر فحد من الجيش يشوفه من بعيد ويعرفوا انه من اتباع الرسول فيقتلوه .. ومكنش عنده اي حل تاني إلا انه يُصلي برأسه .. يعني يومىء برأسه فقط للسجود والركوع لأنه كان حريص جداً جدا يصلي قبل ماينطلق لهم ويدخل بينهم .. كان خايف يتفضح أمره وهو لسه مصلاش صلاة العصر ويقتلوه قبلها . 


وقف عبدالله بعد صلاته بعيد مع خيله وفضل يفكر ازاي هيقدر يدخل بينهم وازاي يوصل لخالد بن سفيان بدون ماحد يحس انه من اتباع الرسول ولا يكشف امره؟
وأخيراً جتله فكره .. قرر يُمثل انه من الأعراب ويتظاهر بأنه ضاعت منه ناقة وبيدور عليها.. وفعلاً دخل عبدالله بين صفوف الجيش وبدأ يُنادي :" ناقتي! هل رأى أحدكم ناقتي؟"

وفعلاً اقتنعوا انه ضايع منه ناقة .. لكن وقفه واحد من الرجال وسأله انت مين اصلاً ؟ وايه اللي جابك هنا في نص الصحراء من الأساس؟ وبدأ الكل يلتفت له منتظرين اجابته 


فقالهم انه رجل عادي سمع ان في جيش عظيم متوجه للمدينة عشان يقتلوا مُحمد وقالهم قد ايه هو بيبغض مُحمد وعايز يقتله بأي ثمن وانه كان مستني من زمان فرصه عشان يقتله ولما سمع عن جيش خالد بن سفيان جه عشان ينضم لهم .. وأخذ ينظر لعيونهم فوجدهم مصدقين لكل حرف قاله .. كل حاجه تمام وبدأوا ينصرفوا عنه ويسيبوه ويمشوا

واتحرك عبدالله بهدوء بين صفوفهم عشان يدور على خالد بن سفيان ويعرف هو فين
لحد ما وصل لخيمة ولقى عندها رجل فعلاً اقشعر جسمه وخاف منه ومن شكله .. فعرف انه هو الشخص اللي وصفه ليه الرسول 


فتوجه لخالد ووقف قدامه وقال انه مُقاتل سمع عن الجيش العظيم اللي بيقوده ورايح يقتل مُحمد وانه جاهز يضحي بنفسه في سبيل انه يقتُل محمد وفضل يحكيله هو قد ايه عايز يحارب ومتحمس .. ولما سمعه خالد صدقه .. وشده من ايده وقربه منه وقاله :" إذاً انت أجل ستُقاتل جنبي " .. هو ده اللي عايزه خالد .. أشخاص مالي قلوبهم الحقد على محمد والمسلمين

عبدالله كان مبسوط جداً ان خطته ماشيه صح وبدأ يتقرب من خالد ويحاول يكسب رضاه واعجابه وفضل حواليه وبيخدمه وفضل مستني فرصه عشان يقتـ,ـله
لدرجه ان خالد حس ان عبدالله بيحاول يتقرب منه بصورة واضحه وأعجب بشجاعته وشخصيته وأنه شخص طويل القامة ومقاتل قوي .. وحل الليل .. ويومها كان مقرر خالد انه يتجه بجيشه الصبح للمدينه عشان يهاجموا المسلمين 


وعبدالله عرف ان مبقاش فاضل وقت .. لازم يلاقي فرصه يغتاله فيها بأسرع وقت
وفضل سهران عبدالله لحد ما الجيش كله نام .. واتوجه لخيمه خالد بن سفيان وقاله انه عايز ينام في خيمته وجمبه .. فا خالد استغرب واستهزء بيه وقاله انت مين عشان تنام في خيمتي؟ انا خالد بن سفيان قائد الجيش ومن كبار قومي وانت عايز تنام في خيمتي؟


عبدالله كان عارف عن خالد من المسلمين انه برغم انه شخص مرعب وبشع الا انه من شعراء قومه وفصيح جداً
فاقاله عبدالله ابن أنيس :" سمعت بأنك شاعر وأنا شاعر " ودعاه أنهم يتساهروا بالشعر في الليله المميزه دي .. والكلام خدهم وبدأوا يندمجوا في حديثهم وخالد يقول بيت وعبدالله يرد عليه .. لحد ما خالد اتبسط وضحك وقاله :" أجل انت ستنم في خيمتي الليلة "
وفضلوا طول الليل بيشعروا لحد ما بدأ خالد يغلبه النوم , وهنا عرف عبدالله ان هي دي فرصته وكان مستعد وسيفه مخبيه وسط ثوبه .. وفعلاً قاله خالد انه هينام ونام وراح في النوم وعبدالله جمبه بيتظاهر انه هو كمان نايم .. مستني يتأكد انه خالد حس بالأمان وغفل تماماً والفرصة المناسبة تيجي .. ولما تأكد عبدالله ان خالد نايم وصوت شخيره ظهر


قام وأخرج سيفه وقت.له وقط.ع رأسه عشان يتأكد انه مات للأبد .. ومن ضخامة خالد كان اثناء اغتياله بيصدر صوت " خوار مرتفع " بيوصفه عبدالله كأنه خوار ثور بيُذبح ..لدرجة ان الجيش بدأ يصحى على صوت خواره الشديد لأن الصوت كان مرتفع وعالي كأن في حاجه بتحصل في الخيمة
وفي الاثناء دي طلع بسرعة عبدالله من الخيمة وانطلق بسرعه يستخبى بين الجبال


وتجمع الجيش حوالين خيمة خالد عشان يشوفو ايه اللي بيحصل .. وصُعقوا من اللي شافوه
خالد بن سفيان أكثر الرجال رعباً بين قومه يُذبح وبالطريقة دي؟ رأسه بجانبه وميت؟
قائد الجيش الضخم ده مين اللي يقدر يقتله؟!
النساء والرجال في صفوف الجيش صرخوا وبكوا ولطموا وشقوا ثيابهم وكانت ليلة سوداء عليهم لانهم كانوا ضامنين الفوز مع خالد وكانوا عارفين كويس ان فرصه انتصارهم على المسلمين وغزو المدينة هتكون كبيره

وبحثوا عن عبدالله بن أنيس ومقدروش يلاقوه ,, وعرفوا انه أكيد هو السبب في قتل خالد فخرج الجيش يدور على القاتل لأن أكيد هيلاقوه في طريقه راجع للمدينة وسهل يلحقوه
لكن عبدالله كان عامل حسابه واستخبى في الجبال لمدة 3 ايام , بيأكل من حشائش الارض واوراق الشجر .. لحد ماتأكد ان الجيش رجع لمكة ومشي هو كمان عشان يرجع للرسول في المدينة 


عبدالله عانى لمدة ايام بدون اكل او شرب في قلب الصحراء وعاد سيراً على قدمه
برغم تعبه وإنهاكه قدر يوصل للمدينة .. وكان الرسول في انتظاره مع الصحابة والأنصار كلهم وكانوا فرحانين بيه جداً
ولما شاف رسول الله عبدالله جاي من بعيد.. قال بصوت عالي وهو مبسوط :" أفلح الوجه , أفلح الوجه "

ووقف عبدالله ينادي بصوت عالي للرسول :" قتلته يارسول الله .. قتلته يارسول الله " 


واستقبلوه الصحابة وفرحوا به وسمعوا منه كل اللي حصل
واخذه رسول الله ودخل معاه بيته واداله عصاه
فلما شافه الصحابة وهو ماسك عصى الرسول سألوه .. "يا ابن أنيس ماهذه العصى؟"
فقالهم ان الرسول هو اللي اداهاله وأمره يفضل ماسكها .. فقالوله يرجع للرسول ويسأله عن السبب اللي خلاه يمسكها وياخدها .. وفعلا رجع عبدالله للرسول وسأله :" يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا‏؟‏"

فجاوبه الرسول:" ‏آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ "
يعني يوم القيامة الرسول هيعرفه بالعصى دي لأن يوم القيامة نادر تماماً يكون في شخص بيستند على عصى وعبدالله بن أنيس هيكون واحد منهم

عشان كده عبدالله بن أنيس مسابش عصاه أبداً لحد مامات لدرجة انه اتكفن وعصى الرسول معاه في كفنه . 


عبدالله بن أنيس كتب شعر يحكي فيه عن شعوره بالفخر والشرف لقتله خالد بن سفيان
وبيحكي عن لحظات اغتياله له :

أقول له والسيف يعجم رأسه ... أنا ابن أنيس فارساً غير قعدد
انا ابن الذي لم ينزل الدهر قدره ... رحيب فناء الدار غير مزند
وقلت له خذها بضربة ماجد ... حنيف على دين النبي محمدِ
وكنت إذا هم النبي بكافر ... سبقت إليه باللسان وباليدِ 


قريش كانوا فاكرين لما يرسلوا لرسول الله أكثر رجال قومهم قوة ورعباً على الإطلاق ليأتي برأسه ومعه جيش مكون من 3000 الاف مقاتل هما ضامنين النصر حتماً ,, لكن رد رسول الله عليهم كان قوي جداً .. بفارس شجاع واحد فقط من صفوف المسلمين قضى عليه وأنهى مسيرة جيشه .. دي العظمة بعينها بقا حرفياً

وبكده خلصنا قصة النهاردة واتمنى تكون عجبتكم .. لو استمتعت بالقراءة اتمنى تدعم المجهود بشير بسيط ومتبخلش عليا برأيك .. وإلى لقاء قريب ان شاء الله. 

تعليقات

المشاركات الشائعة